(هُـنَــا)

والودقُ يسيلُ منْ بينِ أصابعِي ، حِبراً ، حُباً .

بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، أبريل 12، 2012

إليها !

عندما أعودُ إلى أصابعي باكيةً ككلّ مرةٍ !
لأنني أتكورُ هذهِ المرةَ بعدَ سبعةٍ وعشرين عامًا متسولةً رحمًا يؤويني !
أماه ..
هلْ في هذهِ الحياةِ مكان ؟!
هل تلجني الفراغاتُ لأنني : لا أحدْ !
أماه ..
هل أكتبُ لكِ رسالةً لا تصلكِ في مثلِ يومِ سقوطي من رحمكِ ، دونَ أن أهتكني بالملحِ !؟
أتعلمين أنني أحنّ إليكِ وأحتاجكِ جدًا أمي ؟!
أتعلمين أنكِ وحدكِ لك كفٌ منْ مناديلَ لم أكفكفْ بها دمعي يومًا لأنني ظننت البكاءَ أمامكِ حرامٌ في دينكم ؟!

أمي مازلتُ أبكي !
مازلتُ هشةً كزهرةِ مشمشٍ في أوائلَ آذار !
لقد نمتْ أزهارهُ حتمًا واساقطتْ في الأماكنِ التي يزورها الربيعُ ، وأنا هنا في عاصمةٍ رماديةٍ - أحبها - و يمتصني حزنها كخمرةٍ !

سكرتُ يا أمي هزيعَ الليلةِ الماضيةِ فشهقتُ ، ثم تحدرتُ وأنا أتذكركِ ..
لدي الكثيرُ لأكتبهُ لك لكنني أحتاجُ ذراعيكِ ، ورائحتكِ فقط لأغتسلَ عني مني ..

أمي .. وجهي لا يشبهكِ حقًا ؟!
فقط أعرفُ كيف أتكونكِ ، غيرَ أن لا وجهَ لي حينَ أقبضُ على ملائكةِ المماتِ التي أستعجلُ موعدها ..
أماه !
أريدُ أن أنشقَ عني ، أثورَ علي .. أضطهدُ جفافي .. وأمطرَ أشياءَ مباركةً ، لها عهدٌ جديدٌ بالربّ .. و أموت !

باردةٌ يداي والشتاءُ يقبلهما للمرةِ الأخيرةِ ويزفرُ زمهريرهُ في نهاياتها ، بناني ال كانَ أعجوبةً صارَ صيفًا له ملامحُ آب ..

تذكرين !
وأنا أصفُ الأشهرَ وأضعها تحتَ أسناني الصغيرةِ واحدًا واحدًا .. فأقضمُ العامَ .
تذكرين وأنتِ تهمسينَ ولكِ حاجبان كالهلالِ يريدُ أن يعانقَ أحدهما الآخرَ ، ولا أرصدُ لهفتهما حتى لا أضعف حينَ سماعكِ ترتلينَ رؤاكِ عني لي !

أمي تذكرين !
أن رصيدي من الأمنياتِ لا ينفد !
اليومَ ذي أنا أقولُ لكِ قد بعتها بثمنٍ بخسٍ دمعاتٍ معدوداتٍ.. فقط أريدُ نبيًا له عينان من عسلٍ مصفى ، يتبعُ ملتي و نكون ..

أريد أن آوي إليكِ ، أن تعصمينني مني حينَ تغرقُ بلدةً ميتة ..
أن لا تصدقي ، حين يخبرونكِ أنني صرتُ بذرةً !
بل ثقي أنني سأصيرُ - ربما - نخلةً تهزها قديسةٌ جديدةٌ تلبسها ابتسامتي ولا تهتز !

أمي : وحده الموت يُصْمتُ هذا الضجيج !

الاثنين، أبريل 09، 2012

وكأنّها لا تكفي !

وكأني لا يكفيني أن تُمطرَ الرياضُ في عشريةِ نيسان الأولى وفي قلبي وجعٌ لا ينفع معه هدهدةُ " صلاةٍ وحيدة " !
حتى يقرأ إمامُ حيّنا تلكَ السورة !

أجدكَ في كلّ شيء ، فيّ ، فيك ، في ديني ، في ملامحِ مجتمعي ، في خوفي ، في الرياض ، في القرى الظالم أهلها !
في المطرِ ، في السماء .... فكيف أكفر بكل ذا ؟!

كيف السبيل إلى موتٍ ، كأن لم أكن قبلهُ شيا !؟

نيسانُ والمطرُ !

وذي أنا أعودُ ، لأن في الكتابةِ اصطبارٌ يمنعني من قذفِ نفسي نحوَ السماء !
حزينةٌ ! ، لا ..
بل أتجاوزُ ذلكَ بمراحلَ لم أظنني ببالغتها أبدي .
ذُهلتُ عن لذةِ التوتِ ، وصرتُ أبكي تحتَ سماءِ الرياضِ الممطرةِ وحيدةً وهزيلةً .. ويقيني بكلّ شيءٍ يتلاشى .
لا أتنفسُ جيدًا ، وقليلاً قليلاً أصرحُ بكفري حينَ أنهارُ ؛ مؤلمٌ - بشكلٍ لا ينفعُ معه كلمةُ " خيرة " كمواساةٍ - نعم ، مؤلمٌ أن تكونَ سعادتُك كرةً يتقاذفها الآخرون وأنت تنظرُ ، تفتحُ عينيك عن آخرهما ، تتحسسُ وجهَك تبحثُ عن فمِك لتصرخَ قائلاً : ها قلبي ف ارحموه !
ولا تجده ؛ إذ انتزعوه قديمًا .
مؤلمٌ أن يمنعكَ من سعادتِك أقربُ\أحبُ النّاس إليك ، بدعوى باطلةٍ تنثرُ فيك أفاعي الشكِ في كل شيء ليس بدايةً بالإيمان ولا حتى انتهاءً به !
مؤلمٌ أن تكونَ أمنيتك الصغيرةُ بينَ كفيك ال يصيران فجأة ضبابًا إذ تحاولُ الإمساكَ والتمسكَ بها .

ونيسان ، يأتي في مرته ال ٢٧ !
ليقولَ لي : لا تبقي هنا ، سافري نحو الرّب سريعًا ؛ هذه الدنيا لا تليقُ بكِ
وأبكي بين يديهِ ليسَ لأنني أحبني ولكن خوفًا عليه ، وعلى قلبه ال أحبني كما لم يحبني أحد !

ولمْ أمت بعد .. ألا يكفيني هذا مصابًا !