(هُـنَــا)

والودقُ يسيلُ منْ بينِ أصابعِي ، حِبراً ، حُباً .

بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، مارس 31، 2011

ألفُ إلى وإلى !

ألف إلى و إلى !
مُدخل ( و ) مُخرج .. إليكم / منكم ! ليأخذ كل واحد ال ( إلى ) خاصته ويمضي بصمت ، لا تثيروا جلبة وسط المقابر فتزعجوا الجثث .
إلى أصدقاء لم أعد أراهم في الوجوه .
إلى وجوه لم تعد ترى بي أصدقاء لا / لم / لن يروني .
إلى أنا حين لا أكونها .
إلى هي حين تكون تماماً بمحاذاة القلب ولا تسكنه .
إلى أصوات كانت صباحاتي .
إلى صباحات كنت صوتها .
إلى شاعر سقط من سماوات ملهمته في وحل جبنه .
إلى قصيدة غزل وحيدة .
إلى أنشوطة كانت لذتها " عذبة " جداً حين تلتف حول حنجرتي المسجاة بالشجن كل أشهر ستة وتتلفها .
إليه في عقده الخامس حين يتوكأ على صفحة وجهها الشاحبة هامساً : حتى تعودين هارباً منها عنها إليها .
إلى شكها حين تريد النزول على شكل الدمعة التي رأتها وكانت عصية على التفسير.
إلى أسطر ليس بالضرورة أن تكون منطقية .
إلى الرياض حين تبرق سماؤها في ثلث آذار الأول .
إلى أرقي ليلة سبت .
إلى نزقي في الليلة التي تسبقها .
إلى دوائر الدخان التي تمد يدها من فمها لتخنقها .
إلى نافذة تفتح نصفها على استحياء .
إلى رسالة تصل هاتفها دون أن تكون منه .
إلى صورة ذلك الشخص الغريب على شاشة ذات الهاتف والذي التقته لمرة واحدة فقط .
إلى القدر الذي وهبها لحظة مسروقة لتلتقط ملامحه وتخفيها عنه .
إلى الغريب ال بقي دون وجه بعد أن وضعته صورة في الهتاف المرمي على السرير قرب خاصرتها .
إلى أشياء لم يفكر بها .
إلى ضحكة كانت لي وأصبحت للمطر .
إلى الرعد الذي لا أخاف صوته .
إلى تسبيحة وبسملة وسنبلة .
إلى فجر لاح لكن لم يتبد خيطه الأبيض .
إلى شاشة صفراء مسطرة تضم جنوني ، وتربت على هيجاني .
إلى الرسالة تصل هاتفها ولا تفتحها لؤماً .
إلى أحشائها حين تكون بوراً .
إلى جذع النخلة تهزه فيساقط وجعاً .
إلى السري تنظر إليه ولا تجد يسوعها .
إلى عينيها حين لا ترتدي نظارة . إلي حين أترك لها فرصة التمادي في غيها وغواياتها .
إلى صداعي الذي يكاد يفلق رأسي وأنا أهدهد هيجانها المحموم .
إلى كلماتها التي لا تفهمني .
إلى أغنية لم أشنف لها سمعي .
إلى ( ها حبيبي ) حين تكون كل ما أريده من الحياة .
إلى هي حين تدعي الشجاعة .
إلى حصان طروادة حين يكون هو .
إلى معاقلهما حين تدك بيديهما .
إلى الهاتف الذي ترد عليه بملل لأن لا شيء آخر لتفعله .
إلي حين لا أريد إغلاق النافذة التي تطل علي .
إلى مدينة لا تعرف كيف تنام جيداً .
إلى بقايا حفلة مثيرة للإزعاج .
إلى صورة لم تلتقط لأن الذاكرة كانت ممتلئة .
إلى النقطتين اللتين أضعهما دائماً حين يكون هناك ما لا يقال .. وأيضاً ما يقال ..
إلى النقطتين حين لا يكون هناك فرق ..
إلى الخطأ في واو ربما أكتبها في محل جر
إلى الألف بائية ، إلى الأبجدية التي دُثرت ، إلى كل المسميات التي لا تمثلني ، والأحرف التي لا تؤطرك . إلى أصابعي يوم سرقها الظلام والظُّلام .
إلى الساعة الثالثة وأربع وعشرون دقيقة فجراً .
إلى الأشياء التي تؤلمني عند الكتابة ابتداءً بأصابعي وانتهاءً بها .
إلى ابتسامتيهما الناقصتين .
إلى ملامحهما ذاتها .
إلى ثلاثة أعوام سُرقت من عمرها .
إلى اللحظة التي بكت وتهدم في صوتها رجاء أن تكون قصيدة في فمه ، يرددها .
إلى ( أرجوكِ لا تبكي ) التي تجرأ على قولها .
إلى ( لا يهم ) التي قذفتها في وجهه بعد سمعه .
إلى التعب الذي يوقفني فجأة عن الكتابة
إلى النعاس الذي يخطو ثملاً نحو أجفاني .
إلي حين أتوقف عن كتابة ( إلى أخرى ) ,